وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة : البشرية لم ولن تعرف في تاريخها معلمًا أحسن تعليمًا وتأديبًا وتربيًة وقدوًة لكل معلم ومربي من نبينا (صلى الله عليه وسلم)
وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من “مسجد الجامعة” بمدينة جمصة بمحافظة الدقهلية
البشرية لم ولن تعرف في تاريخها معلمًا أحسن تعليمًا وتأديبًا وتربيًة وقدوًة لكل معلم ومربي من نبينا (صلى الله عليه وسلم)
والحب الحقيقي للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو الترجمة الحقيقية لسنته بالصدق والأمانة والوفاء
وحب الرسول لا يكون بالقتل ولا بالتخريب ولا حتى برد السيئة بالسيئة
ويؤكد :
ما أحوجنا إلى مدارسة سيرة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبخاصة في مجال الدعوة والتعليم والتربية
مهمة العلماء والمعلمين هي التعليم لا التـأنيب
ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بـ “مسجد الجامعة” بمدينة جمصة بمحافظة الدقهلية اليوم الجمعة 30 / 10 / 2020م ، بعنوان: ” النبي القدوة (صلى الله عليه وسلم) معلمًا ومربيًا” , بحضور معالي الدكتور/ أيمن مختار محافظ الدقهلية , والأستاذ الدكتور/ محمد ربيع ناصر رئيس مجلس الأمناء لجامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا , والأستاذ الدكتور / يحيى المشد رئيس جامعة الدلتا , وسماحة الشيخ / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس ائتلاف دعم مصر , وفضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف , والسيد اللواء/ عبد القادر النوري سكرتير عام محافظة الدقهلية , والسيد اللواء/ ضياء الدين عبد الحميد رئيس مجلس مدينة جمصة , والدكتور / خالد صلاح وكيل مديرية أوقاف الدقهلية , ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية بمحافظة الدقهلية ، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.
وفي خطبته أكد معاليه أن البشرية عبر تاريخها الطويل لم ولن تعرف إلى أن تقوم الساعة إنسانًا خلق أو سيخلق على وجه البسيطة أعز ولا أشرف ولا أنبل ولا أعظم ولا أكرم ولا أعز على الله (عز وجل) من نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) , وأن البشرية لم ولن تعرف في تاريخها معلمًا أحسن تعليمًا وتأديبًا وتربيًة وقدوًة لكل معلم ومربي من نبينا (صلى الله عليه وسلم) , وهذا الصحابي الجليل سيدنا معاوية بن الحكم السلمي (رضي الله عنه) حينما دخل الصلاة وكان حديث عهد بالإسلام وسمع رجلًا عطس فأراد أن يشمّته، فقال له : يرحمك الله ، فأخذ أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) ينظرون إليه في الصلاة، يريدون أن يسكتوه، فقال: ما شأنكم تنظرون إلي ، يقول : فأخذوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فعلمت أنهم يصمتونني فصمت ، فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الصلاة أقبل عليه يعلمه فقال الصحابي الجليل: والله ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أرفق منه ولا أحسن منه تعليمًا ، والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال ” إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والذكر وقراءة القرآن “، ومنها ما رواه سيدنا أبو هريرة (رضي الله عنه) قال: بال أعرابيٌ في المسجد، فقام الناسُ إليه ليقعوا فيه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : “دعوهُ وأريقُوا على بوله سجلاً من ماءٍ، أو ذنوباً من ماءٍ، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا مُعسرين” , فكان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله ولزوجه ولأبنائه ولأحفاده ولأصحابه , وخير الناس للحيوان والجماد والشجر والحجر والإنس والجن .
كما أكد معاليه أن حب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جزء لا يتجزأ من عقيدتنا , مشيرًا إلى أن الحب الحقيقي للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو الترجمة الحقيقية لسنته بالصدق والأمانة والوفاء , فحب الرسول لا يكون بالقتل ولا بالتخريب ولا حتى برد السيئة بالسيئة , فلقد علمنا ديننا : ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” , فإذا كنا نحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حبًا حقيقيًا فلنكن رحمة للعالمين للحجر والشجر والإنسان والحيوان والجماد ولنحمل دينه السمح رحمة للعالمين , ليعرف العالم من هو نبي الإسلام.
ثم أكد معاليه أن مهمة الأنبياء البلاغ يقول تعالى : “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ” , ويقول : ” فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ” , ويقول تعالى : “إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” , موجهًا معاليه رسالة لكل الأساتذة والمعلمين والتربويين والمصلحين والمربين والدعاة بأن مهمة العلماء والمعلمين والمربين هي البلاغ وليس الهداية , فالهداية أمر الله يؤتيه من يشاء , مبينا أن مهمة العلماء والمعلمين هي التعليم وليس التـأنيب , وهو ما تعلمناه من الحديث :”والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني إنما قال(صلى الله عليه وسلم): ” إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والذكر وقراءة القرآن “, موضحا أن الإصلاح لا يكون بالقهر ولا بالقتل ولا بالسباب , فمهمتنا التيسير وليس التعسير , والتبشير وليس التنفير , يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا” , ويقول أيضًا : ” فإنَّمَا بُعِثْتُم مُيَسِّرينَ ولَم تُبعَثُوا مُعَسِّرِينَ ” .
كما أكد أن حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جزء لا يتجزأ من عقيدتنا , مشيرًا إلى أن الحب الحقيقي للنبي (صلى الله عليه وسلم) هو الترجمة الحقيقية لسنته بالصدق والأمانة والوفاء , فحب الرسول لا يكون بالقتل ولا بالتخريب ولا حتى برد السيئة بالسيئة , فلقد علمنا ديننا : ” وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ” , فإذا كنا نحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حبًا حقيقيًا فلنكن رحمة للعالمين للحجر والشجر والإنسان والحيوان والجماد ولنحمل دينه السمح رحمة للعالمين , ليعرف العالم ما هو الإسلام من هو نبي الإسلام.
وفي ختام خطبته أكد معاليه أننا بحاجة إلى مدارسة سيرة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبخاصة في مجال الدعوة والتعليم والتربية , فكان (صلى الله عليه وسلم) يأخذ الناس بالرحمة والرأفة والرفق , يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ”.